يستند البنك على مقاصد الشريعة الإسلامية في سياسته للمسؤولية المجتمعية، ويعمل على الامتثال لأوامرها التي تحث على ضرورة مساعدة الآخرين والقيام بأدوارٍ إيجابية وبناءة في المجتمع، تحقيقاً للرسالة التي حدثنا عنها سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند قوله: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
ويركز البنك في برنامجه للمسؤولية المجتمعية على دعم قطاعي الصحة والتعليم كونهما من أبرز القطاعات الحيوية والتي يسهم دعمها في تحقيق التنمية المستدامة. كما يقوم البنك بدعم المناطق الأقل حظاً بهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين فيها، بالإضافة لدعم الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة إيماناً منه بضرورة الارتقاء بأوضاعهم ودمجهم في المجتمع.
انطلاقاً من واجبه الوطني، عمل البنك على دعم الجهود المبذولة لمواجهات التداعيات السلبية التي خلفتها جائحة كورونا خلال العام 2020، وذلك عبر عدة جوانب:
دعم صندوق وقفة عز
قدم البنك دعما بمبلغ 1.5 مليون شيكل لصالح صندوق "وقفة عز" الذي أنشئ بتوجيهات من فخامة الرئيس محمود عباس لتوحيد الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة الجائحة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والصحية. وجرى توجيه الأموال التي تبرع بها البنك لدعم القطاع الصحي والعائلات المتضررة.
إعادة توجيه جزء أساسي من محفظة البنك
لم يقتصر دور البنك على تقديم الدعم المادي فقط، بل عمل على توجيه جزء أساسي من محفظته نحو القطاعات التي تقدم خدمات أساسية للمواطنين في ظل تلك الظروف الصعبة، لتمكينها من الاستمرار بتقديم خدماتها.
تمويل الحكومة
ساهم البنك في توفير التمويل للحكومة في ظل الأزمة المالية التي عانت منها تزامناً مع جائحة كورونا، بفعل عدم استلام مستحقات الضرائب، وساعدت هذه المساهمة في تمكين الحكومة من الوفاء بالتزاماتها الأساسية خاصة دفع رواتب الموظفين.
برنامج استدامة
ساهم البنك في برنامج استدامة الذي أطلقته سلطة النقد الفلسطينية لتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر التي تأثرت اقتصادية بفعل جائحة كورونا، لمساعدتها على تجاوز الأزمة والحفاظ على استدامة أعمالها وزيادة قدرتها على الحفاظ على العمالة المحلية.
يؤمن البنك بأن الاستثمار في الفرد أساس لتحقيق التنمية، لذا قام بدعم العملية التعليمية بكافة مراحلها على مختلف الأصعدة، وقدم دعمه لعشرات المؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء الوطن.
ولتحسين جودة مخرجات العملية التعليمية قدم البنك أشكالا مختلفة لدعم البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، في المدارس وتزويدها بالمستلزمات والأجهزة والوسائل التعليمية وذلك للمساهمة في تمكين هذه المؤسسات من القيام بالدور المطلوب منها تجاه الطلاب على أكمل وجه.
هذه المشاريع تضاف إلى سجل حافلٍ من الدعم الذي قدمه البنك للمؤسسات التعليمية منذ تأسيسه والذي شمل بناء الغرف الصفية والمرافق الصحية وتجهيز المختبرات العلمية وغيرها.
يعتبر البنك المساهمة في تطوير القطاع الصحي أحد أبرز أولويات برنامجه للمسؤولية المجتمعية، ونظراً للظروف الصحية الصعبة التي أسفرت عنها جائحة كورونا، فقد ضاعف من دعمه لهذا القطاع، مقدماً دعمه المباشر لوزارة الصحة لمساعدتها في توفير التوريدات الطبية والمستلزمات اللازمة للقطاع الصحي لمواجهة الجائحة، بالإضافة لدعم تجهيز مركز للحجر الصحي. وبالتوازي مع ذلك قدم البنك دعمه للعديد من المؤسسات الصحية الأخرى على مستوى الوطن، مثل التبرع للمشفى الأوروبي في رفح ومركز القدم "السكري" في غزة، والمشفى التركي في طوباس، كما واصل دعمه السنوي لبنك الدم.
وفي سبيل التخفيف عن كاهل مرضى السرطان ووقوفا إلى جانبهم قام البنك بتغطية تكاليف التنقلات العلاجية للعشرات من مرضى السرطان وذلك من خلال مؤسسة "بسمة أمل" في غزة.
بالإضافة للمشاريع التي نفذها البنك خلال العام 2020 لدعم قطاعي الصحة والتعليم الأساسيان لتحقيق التنمية المستدامة، عمل على استكمال تنفيذ مشروع محطات تحلية المياه في قطاع غزة، والذي ضم 12 محطة في مناطق مختلفة من القطاع يعاني المواطنون فيها جراء عدم توفر المياه الصالحة للشرب. ويأتي انجاز هذا المشروع ضمن توجهات البنك لدعم المواطنين في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الأساسية خاصة في قطاع غزة، كما ينسجم مع جهوده للمساهمة في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، التي يعتبر توفير المياه النظيفة والاستثمار في تكنولوجيات تحلية المياه من ضمنها.
كما قدم البنك قرضاً حسناً لمصنع الصفا للألبان لدعم خططه التطويرية وذلك انسجاماً مع إيمان البنك بالدور الملقى على عاتقه تجاه جميع القطاعات في إطار الشراكة الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يتبع المصنع للجنة زكاة نابلس ويشكل إيراده مصدراً لرعاية الأيتام والأسر المتعففة.
وبالإضافة إلى ذلك قدم البنك دعمه للعديد من الجمعيات والمؤسسات المحلية التي تسهم في عملية التنمية المجتمعية من خلال تنفيذها للعديد من المشاريع الاجتماعية والثقافية مثل دعم مركزي طولكرم وبيرزيت الثقافيين.
يحرص البنك على أن ينفذ مشاريعاً إغاثية سنوية ضمن برنامجه للمسؤولية المجتمعية، وذلك امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم "مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة".
وخلال العام 2020 قام البنك بالتعاون مع اللجنة العلمية في قوات الأمن الوطني وبرنامج فلسطين الخير بإعادة تأهيل منزل لعائلة في سلفيت، حيث أسهم هذا المشروع في توفير بيئة آمنة وكريمة لأفرادها، كما قدم دعمه لجمعية المرأة الريفية في قرية العقبة في الأغوار والتي يعاني المواطنون فيها ظروفاً صعبة، بالإضافة لدعم العديد من الجمعيات الخيرية مثل جمعية المركز الاجتماعي الخيرية في نابلس.
يولي البنك أهمية خاصة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة صمن برنامجه للمسؤولية المجتمعية، ورغم الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، فقد واصل دعم المؤسسات المعنية بمساعدتهم في مختلف المحافظات، وذلك لتعزيز اندماجهم في المجتمع وتمكين تلك المؤسسات من تطوير الخدمات المقدمة لهم ومساعدتهم على تحقيق ما يصبون إليه.
وبالإضافة إلى دعمهم، يحرص البنك على تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من إدارة شؤونهم المصرفية بكل يسرٍ وخصوصية ومنحهم الأولوية في التمتع بالخدمات المصرفية إيماناً منه بالدور الواقع على عاتقه تجاه مساعدة هذه الفئة، حيث عمل على مواءمة فروعه ومكاتبه لاستعمالها من قبل المعاقين حركياً، إضافة لتهيئة الصرافات الآلية لاستخدامها من قبل ذوي الإعاقة البصرية، كما يعمل وبشكل دوري على زيادة مهارات العاملين لديه في التعامل مع ذوي الإعاقة، مثل تدريبهم على لغات الإشارة وبريل وكان له السبق في هذا الأمر داخل القطاع المصرفي الفلسطيني منذ العام 2013.
جدد البنك التزامه بمبادئ الميثاق العالمي للأمم المتحدة في إطار حرصه على تطبيق أفضل الممارسات في مجالات حقوق الإنسان والعمل والبيئة ومكافحة الفساد المنسجمة مع تبنيه سياسات مسؤولة مجتمعياً وتتفق مع المبادئ العشرة للميثاق الذي يعتبر أكبر مبادرة عالمية لاستدامة الشركات.
وقدم البنك تقريره السنوي حول التقدم في تطبيق وتبني سياسات وإجراءات وأعمال تسهم في تحقيق أعلى مستوى من الالتزام بالمبادئ العشرة، وجرى اعتماده ونشره عبر موقع الميثاق العالمي للأمم المتحدة. للاطلاع على التقرير أنقر هنا
لم يقتصر توجُه البنك لدعم قطاع التعليم على تقديم الدعم للمؤسسات التعليمية إنما واصل الدفع بجهود البحث العلمي في فلسطين والذي يشكل مساراً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة، وعمل على إطلاق جائزة البنك الإسلامي الفلسطيني للبحث العلمي للعام السادس على التوالي وذلك بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
الجائزة التي تهدف لتشجيع الباحثين على زيادة انتاجهم البحثي وإجراء أبحاثٍ أصيلة، جاءت في إطار اتفاقية موقعة بين البنك والوزارة تضمنت عقد تدريبات للباحثين من مختلف الجامعات الفلسطينية حول تعزيز مهاراتهم للنشر في المجلات العلمية العالمية، إضافة لورشات علمية أخرى حول الإنتاج البحثي وكيفية تعزيزه في العملية التعليمية، والمنهجية المعيارية لتطوير الكفايات، وتطوير التدريب في بيئة العمل.
وأشرف على الجائزة لجنة تحكيم من المختصين ذوي الكفاءة في مجال البحث العلمي من جامعات الفلسطينية مختلفة، وكانت الأبحاث الفائزة ذات قيمة علمية مميزة وتناقش مشكلات وقضايا تمس المجتمع، في عدة محاور:
النجاح الذي حققته جائزة البنك الإسلامي الفلسطيني للبحث العلمي للعام 2020 امتدادٌ لسلسلة إنجازات علمية سجلت من خلالها على مدار السنوات الخمس الماضية حين كانت تنظم بالشراكة ما بين البنك وجامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل.
يعتمد البنك منذ العام 2014 بشكل متزايد على مصادر الطاقة النظيفة في الحصول على الطاقة اللازمة لأداء نشاطاته، وذلك انطلاقا من اهتمامه بالمحافظة على البيئة ورعايتها وامتثالاً لقوله تعالى ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56]، وبلغ أثر تدخلاته على البيئة في عام واحد ما يعادل زراعة 500 فدان من الأشجار (2,100 دنم).
ويقوم البنك بالاهتمام بالبيئة عبر ستة محاور رئيسية هي:
وقد بلغ عدد المواقع المستفيدة من نظام الطاقة الشمسية 15 فرعا ومكتبا، ويبلغ معدل الإنتاج لهذه المواقع 1.6ميغاوات من الكهرباء يومياً بما يعادل 600 ميغاوات من الكهرباء سنوياً، مما يسهم في توفير بيئة ملائمة خالية من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من جراء تشغيل المولدات، وتقدر انبعاثات الغازات الضارة والتي تم تجنبها باستخدام الطاقة البديلة سنويا كما يلي:
ويوجد لدى البنك خطط لتعظيم فوائد الاعتماد على الطاقة النظيفة وزيادة انتاجها بطرق مبتكرة تسهم في تحسين البيئة.